كيف يبدأ مرض الإدمان ؟

كيف يبدأ مرض الإدمان ؟

سؤال محير لكل عقل ولكل أسرة تعيش مع مريض الإدمان .. كثيرا من الشباب والمراهقين يموتون .. بسبب الإدمان.
السؤال هنا كيف وصل الشباب أو المراهقين إلى هذه الهوة السحيقة والقاع المرعب ؟!
تعالوا نجيب معًا عن هذا السؤال.
وتخيل معي البدايات .. دعنا ندخل إلى عقل شاب من هؤلاء الشباب أو المراهقين .. لنعرف كيف بدأت القصة .. دعنا نرجع بالزمن لنعرف كيف يحدث هذا المرض اللعين حتى نتمكن من منعه أو علاجه.
هناك ثلاث عوامل رئيسية:-
أولا: عدم القدرة على التأقلم والتكيف مع المتطلبات والضغوط الحياتية:
حينما يسأل المراهق نفسه من أكون ؟! ويبحث عن ذاته وعن كيفية التعامل مع الضغوط الحياتية .. المذاكرة .. الأصدقاء .. المشاعر المتقلبة .. فلا يجد إجابة .. ولا يجد معنى لحياته.
التعامل والتكيف مع الضغوط التي يمارسها الآباء على أبنائهم أو إهمال الأبوين لمشاعر المراهق أو انشغالهم عنه بسبب ظروف الحياة أو اختلاف الأبوين مما يتسبب في إحساس المراهقين بالعزلة الداخلية أو الغربة داخل البيت.
الطلاق أيضا مسبب قوي لشعور المراهقين بالضغط.
التعامل بعنف لفظي أو جسدي للمراهق قد يسبب بداية من البدايات.
إدمان أحد أفراد الأسرة.
مشاكل مادية مفاجئة أو مزمنة.
تحديات أسرية اخرى.
تحديات أخرى مثل :
الاكتئاب الحاد.
التوتر.
الخوف الاجتماعي.
الإحساس بالفراغ.
عيوب شخصية مثل الخجل، الخوف من المواجهة، الاعتمادية.
ثانيًا:-
مراهق ضعيف
وغير قادر على التكيف وليس لديه البناء الصحيح لشخصيته من الصغر للتعامل مع تقلبات وظروف الحياة المتغيرة .. أو مواجهتها.
ثالثًا:-
عدم الثقة في الذات والنظرة السلبية
لذاته وشخصه مما يسبب أحاسيس الدونية وينتج عنه تدمير الذات.
رابعًا:-
العامل الجيني والكيميائي للمخ
المرتبط بشجرة العائلة ولكن قد يكون هذا العامل ليس رئيسيا أو مسبب لمرض الإدمان ولكن قد يساعد في حدوث المرض عند وجود المؤثرات الأخرى.
ليس من المهم حدوث العوامل كلها، قد يكفي عامل واحد لبداية مرحلة الإدمان.
تعالوا نلقي نظرة ..
يبدأ المراهق عند الإحساس بالألم أو العزلة أو عدم القدرة على التكيف مع ضغوط الحياة في البحث عن حلول للتخلص من الإحساس المؤلم أو شيء يجعلة يتكيف مع ظروفه أو حياته فيعرض نفسه لصحبة أو زمالة مثله ولديهم نفس معاناته .. ومن هنا يبدأ العرض المسرحي الجديد .. الإدمان .. فيعرض عليه سيجارة عادية أو سيجارة حشيش أو حتى كوب من الـبيرة!! فيبدأ بالشعور بالراحة المؤقتة والهروب من الصراعات الداخلية والتوتر .. ومن هنا يشعر المراهق بأنه قد وجد الحل لكل مشاكله وانه قد وجد نفسه وأصبح له هوية وصحبة مريحة له .. مؤقتا.
ثم يبدأ من فترة لأخرى في استخدام المخدر أو المادة التي تجعله يشعر بإهمال كل مشاكله .. ومن هنا تصبح المادة الإدمانية جزء من حياته مريح تمكنه من التعايش مع كل مسئولياته .. إلى ان تصبح هذه المادة بهذه الكمية غير كافية للشعور بالراحة فيبدأ في زيادة الجرعة ليشعر بالراحة مرة أخرى أو بإضافة مادة أخرى .. أو حلول أخرى.
هذا ما يسمى بالاعتمادية Dependency ويتعلم المخ أن هذا هو الحل ومن هنا تبدأ مرحلة الإدمان Addiction
حيث أن كل شيء أصبح معتمدا على المادة في الحياة الدراسة .. الخروج .. النوم .. العلاقات الإنسانية .. إلخ.
ومن هنا يصبح الإدمان عقبة لكل أوجه الحياة وعلى كل المستويات الاجتماعية والوظيفية ومسبب للفشل في كل شيء سواء كان في العلاقات الاجتماعية أو الدراسية أو الصحية وحتى المسبب الرئيسي للموت.

Leave a Reply

Call Now Button